غليان الشارع الفلسطيني من المسئول عنه ..؟!

غليان الشارع الفلسطيني من المسئول عنه ..؟!

  • غليان الشارع الفلسطيني من المسئول عنه ..؟!
  • غليان الشارع الفلسطيني من المسئول عنه ..؟!

اخرى قبل 4 سنة

غليان الشارع الفلسطيني من المسئول عنه ..؟!

د.عبد الرحيم جاموس

 بعد إخفاق جاريد كوشنير في إقناع أي من أعضاء مجلس الأمن الدائمين والمؤقتين بجدوى ومصداقية (صفقة القرن)، يوم الخميس 6 فبراير الجاري، أثناء دعوة خاصة لهم على الغداء، جاء إتهامه اللاأخلاقي للرئيس أبو مازن بالمسؤولية عن حالة الغليان والعنف حسب رأيه التي يشهدها الشارع الفلسطيني، والتي تمثل ردَّ الفعل الطبيعي على هذه الرؤيا التي جانبها الصواب، وجميع التقديرات للمراقبين ترى أن الأمر آخذ بالتصاعد ولن يهدأ الشارع الفلسطيني إذا لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن خطتها المزعومة للسلام لما فيها من عدوان سافر على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ولما فيها من إنحياز وتبني كامل لرؤية اليمين الصهيوني الحاكم والمتحكم في سياسة المستعمرة الإسرائيلية سواء من قبل الحكومة برئاسة نتنياهو أو المعارضة برئاسة غانتس، بحيث لم تبق الخطة الأمريكية أي أمل للشعب الفلسطيني بالخلاص من الإحتلال الإسرائيلي، وتقرير المصير وحق العودة، وسلب الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه الإنسانية للعيش الآمن في وطنه، كل هذا لا يراه كوشنير مبررا لحالة الغليان التي عليها الشارع الفلسطيني، ويحمل المسؤولية للرئيس أبو مازن بسبب رفضه الصفقة قبل أن يراها حسب رأيه، وكأنه بقي شيء لم يقرأ بعد في صفقة (ترامب كوشنير نتنياهو) بعد شطب القدس من المفاوضات وإعتبارها عاصمة لكيان المستعمرة، وشرعنة الإستيطان وشطب حق العودة والموافقة على ضم الأغوار الفلسطينية وأكثر من أربعين في المائة من مساحة الضفة.

كوشنير بعد كل هذه الصفاقة، التي تضمنتها صفقته، يعتقد أن الشعب الفلسطيني يستقبل هذه الصفاقة بالترحاب، لأنه يجهل معنى حق الشعوب في الحرية والإستقلال والأمن والحياة الكريمة، إنها عقلية رجل الصفقات الذي لا ينتظر سوى تحقيق الربح المادي المستهدف من وراء صفقاته.

 

الشعب الفلسطيني وقيادته يدركون ماهية حقوقهم ولن يتساوقوا مع أي حل ينتقص هذه الحقوق ولا يقرُّ بها، ولن ترهبهم العقوبات ولا الضغوطات للإذعان لخطط المستعمرين الصهاينة الهادفة إلى بسط السيطرة التامة على فلسطين وتجريد شعبها من حقوقهم الوطنية.

إن تحميل الرئيس أبو مازن ومعه القيادة الفلسطينية، لردة الفعل الرافضة والمقاومة من الشعب الفلسطيني لصفقة القرن تكشف عن نوايا إستهداف القيادة الفلسطينية في حالة صمودها وإستمرار رفضها لهذه الصفقة، وبالتالي العمل على حصارها وإسقاطها أمريكيا، والسعي لإستبدالها بعملاء يذعنوا للرغبة الإسرائيلية الأمريكية بالتسليم بها وفرضها على الشعب الفلسطيني.

لكن كوشنير ورئيسه الجاهلين بتاريخ الشعب الفلسطيني وتاريخ الصراع، وعجزهما عن فهم حقوق الآخرين، وما يعنيه إنحيازهما للرؤية الصهيونية، هو المسؤول الأول والأخير عن ردة الفعل للشارع الفلسطيني وما سيترتب على ذلك من دورة عنف جديدة قد حذر منها أيضاً أعضاء الكونغرس الأمريكي والتي يغيب معها الأمن والسلام عن الطرفين، حتى يجري إنهاء الإحتلال وكنس الإستيطان، وإلتزام الشرعية الدولية والقانون الدولي في أي تسوية بين الطرفين.

إن المسؤولية المباشرة في عودة العنف وتجدده وتصاعده تقع مباشرة على عاتق من جافى القانون والشرعية الدولية، وسعى إلى شطب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وجميع من تبنى الرؤية الصهيونية في شرعنة الإستيطان وضم أراضي الغير بالقوة وقضى على آمال الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والإستقلال والعيش بكرامة وأمن وسلام في دولة مستقلة وعاصمتها القدس.

التعليقات على خبر: غليان الشارع الفلسطيني من المسئول عنه ..؟!

حمل التطبيق الأن